الساق هي المنطقة التي تمتد مابين الركبة والكاحل وهذه المنطقة مهمة جداً لأن وزن الجسم بكامله يتركز على الساقين عند المشي والوقوف وصعود الدرج والقيام بمختلف الأنشطة اليومية. ويشتكي كثيرٌ من الناس من آلام في الساقين تختلف في شدتها وفي الزمن الذي تمتد خلاله ولكن الجميع يتفق على أن هذه الآلام عندما تحدث تكون مزعجة وتؤثر على حياة المريض وعلى نفسيته. ولكن ما هي أسباب آلام الساقين وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها وكيف يمكن تفاديها؟
تركيبة الساق
في الجزء الأعلى من الساق يقع مفصل الركبة وبعد ذلك تتكون الساق من عظمتين هما القصبة والشظية وفي أسفل هاتين العظمتين يقع مفصل الكاحل وتحته القدم. وهاتان العظمتان اللتان تكونان الساق تغلفهما مجموعة من العضلات والأنسجة والأوردة والشرايين والأعصاب. كل هذه المكونات سواءً كانت المفصل الذي يقع أعلى الساق أو أسفلها أو العضلات أو العظام والأوعية الدموية تكون عرضة لمختلف الأمراض التي قد تسبب الآلام التي يشعر بها المريض أو المريضة في الساق. وفيما يلي سوف نستعرض أهم هذه الأمراض التي تؤثر على الساق وتؤدي إلى ظهور الآلام.
التهاب وتمزق العضلات
تغلف عظام الساق مجموعة من العضلات وخصوصاً من الناحية الخارجية والخلفية للساق. هذه العضلات تؤدي وظيفة مهمة خلال المشي وصعود الدرج وتساعد على تحريك مفصل الركبة في أعلى الساق ومفصل الكاحل في أسفل الساق. كما أن الكثير من العضلات يتحول إلى أوتار في النهاية السفلى للساق ويعبرالساق ليرتبط بالكاحل. هذه العضلات تتعرض بين فينة وأخرى إلى إجهاد مما يسبب التهابات غير جرثومية فيها وفي الأوتار المرتبطة بها ويؤدي إلى ظهور آلام مبرحة في الساق. هذه الالتهابات غير الجرثومية تحدث نتيجة ممارسة الرياضة بشكل مفاجئ أوممارسة الرياضة من دون إحماء أو عند الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة أوالذين يقومون بمجهود يفوق طاقتهم.
والأعراض قد تكون حادة كالتي تحدث للاعب كرة القدم وتضطره الوقوع أرضاً وعدم القدرة على استكمال المباراة أو قد تكون مزمنة وتظهر خلال فترة أيام أو أسابيع وتكون حدتها أقل ولكنها تزداد مع الوقت وتؤدي إلى عدم القدرة على المشي وعلى ممارسة الرياضة. كما أن هناك عوامل خارجية تساعد على ظهور هذه الإلتهابات والتشنجات لعضلات الساق مثل حرارة الجو والتعرض للإرهاق الزائد والتعرض للجفاف ونقص الأملاح في الجسم. ويتم التشخيص بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على العضلات الملتهبة وعند تحريك المفاصل المحيطة بها. أما بالنسبة للعلاج فهو يتكون من الأدوية المضادة لإلتهابات العضلات والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة للآلام. كما أنه يجب نصح المريض بالقيام بعمل برنامج تأهيلي لتقوية وإطالة هذه العضلات المحيطة بالساقين ليتفادى حدوث هذه الالتهابات في المستقبل وليستطيع العودة لممارسة الأنشطة الرياضية والأنشطة اليومية بشكل طبيعي. وفي الغالبية العظمى من المرضى تكون هذه الإلتهابات من النوع الحميد وتستجيب للخطة العلاجية.
التهاب الأعصاب والضغط على الأعصاب
في بعض الحالات تكون المشكلة ناجمة عن التهاب الأعصاب الطرفية مثل ما يحدث عند مرضى السكر أو بعض الأمراض الأخرى التي تؤدي إلى حدوث التهابات في الأعصاب الطرفية التي تغذي الساق والقدم وهذا يؤدي إلى ظهور آلام في منطقة أسفل الساق والقدم تكون على شكل حرقان أو تنمل وتظهر حتى إذا لم يقم المريض بأية نشاطات. وهذه الحالة يتم تشخيصها بعد الفحص السريري الذي يبين تغيراً في الإحساس في منطقة الساقين وأيضاً يمكن اللجوء لعمل تخطيط للأعصاب يبين وجود هذا الالتهاب. وبالنسبة للعلاج فإنه يعتمد على السبب فإذا كان السبب هو مرض السكري فإنه يجب التحكم في مستوى السكر في الدم وإعطاء جرعات كافية من فيتامين ب المركب وأخذ بعض الأدوية المسكنة لآلام إلتهابات الأعصاب مثل عقار ليريكا. وفي بعض الحالات الأخرى يكون الألم ناتجاً عن ضغط في الأعصاب في أسفل الظهر في منطقة الفقرات القطنية مما يؤدي إلى تأثر الأعصاب التي تغذي الساق في منطقة الفخذ والركبة وأعلى الساق وأسفلها. وهنا أيضاً تكون الأعراض مصحوبة بخدور ولكن الألم يكون شديد ويزداد مع الحركة والمشي. وعادةً ما يشكو المريض من آلام تشبه سيخ الكهرباء تمتد من أسفل الظهر وخلف الفخذ إلى منطقة الساق وتزداد عند القيام بالركوع ويصاحبها الشعور بخدر. وفي هذه الحالات يكون التشخيص بعد الفحص السريري وعمل أشعة رنين مغناطيسية لأسفل الظهر وعمل تخطيط للأعصاب. أما العلاج فهو يتركز على علاج المشكلة الرئيسية في أسفل الظهر وذلك إما عن طريق العلاج التحفظي بتناول الأدوية المسكنة والمضادة للإلتهاب أو عن طريق التدخل الجراحي لإزالة الإنزلاق الغضروفي وتوسعة القناة الشوكية مما يؤدي إلى رفع الضغط عن الأعصاب وبالتالي إلى إختفاء الآلام في الساقين بإذن الله تعالى.
خشونة وإلتهاب المفاصل
في بعض حالات مرض خشونة الركبة المتقدم فإن الآلام قد تتجاوز منطقة الركبة وتمتد إلى منطقة أعلى الساقين. أيضاً في حالات خشونة الكاحل فإن الآلام قد تتجاوز منطقة الكاحل وتمتد لتشمل المنطقة السفلية من الساق. وفي هذه الحالات يكون التشخيص بالأشعة السينية التي تبين وجود خشونة المفصل وبالفحص السريري الذي يبن وجود آلام في منطقة المفصل والمنطقة المحيطة من الساق. وبالنسبة للعلاج فإنه يكون عن طريق الأدوية المسكنة أو المضادة للالتهاب والإبر الموضعية وعمل جلسات العلاج الطبيعي. أما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً لاستبدال المفصل المريض وإزالة الآلام.